تسأل قارئة ما فائدة عمليــة ربـط المـعـدة بالمنظــار فى علاج السمنة، وما هى آثارها الجانبية؟
يجيب عن هذا التساؤل دكتور مراد الشحات، طبيب الجراحة العامة بالمنصورة، قائلا:
إن منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية FDA سمحت مؤخرا فى أمريكا بعملية ربط المعدة بالمنظار.
وقد جاء هذا السماح بعد أن تابعت المنظمة تطور هذه العملية فى أوروبا وأستراليا خلال الـ 22 سنة الماضية على 150.000 مريض، والطريف فى الأمر أن أول من ابتكر العملية هو جراح أمريكى سنة 1983.
ولكنها لم تطبق بل بقيت قيد التقييم من قبل الـFDA، ومع تطور استعمال جراحة ثقب المنظار عام 1993 أصبحت العملية أكثر انتشارا وأقل خطورة وتتطلب فى أغلب الأحيان ساعة واحدة من التخدير العام وليلة واحدة فى المستشفى، وتعتبر منظمة الصحة العالمية WHO البدانة مرضا Disease خطيرا ومزمنا ويزداد انتشارا كل سنة وخاصة فى البلدان المتقدمة.
وللوزن الزائد مضاعفات سلبية على سلامة الفرد الصحية تسبب الظهور المبكر للسكرى وارتفاع التوتر الشريانى وتصلب الشرايين والنوبات القلبية والدماغية بالإضافة إلى أمراض الرئة والتهابات المفاصل ودوالى الأوردة والآفات الجلدية والعقم.
ويمكن أن تؤدى السمنة المفرطة إلى متلازمة بيكويك التى تتميز بانقطاع التنفس المتكرر أثناء النوم.بالرغم من أننا ننصح أغلب البدينين بالرياضة وتغيير العادات الغذائية والمعيشية الخاطئة فإن الصراع مع الوزن هو صراع طويل الأمد ونسبة النجاح الدائم فيه تقل عن 5%.
وعملية ربط المعدة بالمنظار تناسب فئة معينة من البدينين هم فى وضع صعب جدا، وهم أولئك المصابون بقرط البدانة الشديد Morbid Obesity، حيث يكون وزنهم يزيد بـ30- 40 كغ أو أكثر عن وزنهم المثالى (الوزن المثالى هو الطول بالسنتمتر ناقص الوزن بالكغ).
ونسبة النجاح بتنزيل الوزن فى هذه الفئة من البدينين جدا بالطرق التقليدية لا تتجاوز 1% عند متابعتهم لمدة سنتين بعد بدء برنامج الرياضة والحمية.
والسبب الرئيسى هو أن الوزن الهائل يمنعهم من ممارسة أية رياضة بشكل كاف، بالإضافة للاكتئاب الذى تسببه حالتهم، والذى كثيرا ما يعالجونه بالمزيد من الأكل.
ويعمل هذا الحزام (Heliogast Band) يربط حول الجزء العلوى من المعدة بحيث تنقسم المعدة إلى ما يشبه الساعة الرملية ليصبح جزءها العلوى الصغير جدًا والمسمى بالجيب هو الذى يعمل كمعدة حقيقية.
ويستطيع الطبيب بعد العملية أن يتحكم بمقدار الطعام الذى يمر عبر الجزء العلوى المتصل بالمعدة والجزء المتبقى منها، وذلك حسب كمية الوزن المراد تخفيضه من قبل المريض، حيث أن الجزء العلوى من المعدة يتطلب كمية قليلة من الطعام، مما يعطى شعورًا فوريًا بالشبع يمنع المريض من تناول المزيد من الطعام.
وتتم العملية بالتخدير العام خلال ساعة بيد الجراح المتمرس بهذه العملية، تجرى العملية بالمنظار من خلال خمسة ثقوب كل ثقب لا يتجاوز واحد سنتمتر، حيث يقوم الجراح بتمرير الحزام حول رأس المعدة، مما يؤدى إلى خلق جيب صغير (معدة جديدة صغيرة) مما يؤدى إلى الشعور بالشبع بسرعة، وبطىء فى عملية الهضم.
ومن محاسن هذه العملية عدم الحاجة عادة لفتح البطن، كما هو الحال عليه فى جراحة قطع المعدة القديمة وما يرافقها من مخاطر فتق جدار البطن والالتهابات وتأخر اندمال الجرح، كانت نسبة الوفيات بالطرق القديمة واحد من عشرين من المرضى فى حين أنها بالطرق الحديثة لا تختلف عن مخاطر عملية المرارة مثلا.
كما أن ميزات هذه العملية أنها قابلة للعكس بمعنى أننا نستطيع إزالة الرباط حول المعدة فيما لو شاء المريض، أو فيما لو دعت الضرورة الطبية، حيث إننا لا نقطع أو نزيل أى عضو من الأحشاء مع التحكم بحجم المعدة الجديد، حيث إن الرباط الذى نضعه حول المعدة يتصل بخزان صغير تحت الجلد يتم حقنه بالماء عند اللزوم.
وبالتالى يتم تصغير أو تكبير جيب المعدة الجديد بحسب الضرورة أو بحسب استجابة الجسم وسرعة هبوط الوزن. تتم عادة حقنة التعديل فى غرفة الأشعة خلال ربع ساعة مرة كل شهرين خلال السنة الأولى بعد العملية.
ومعدل هبوط الوزن خمسين بالمائة من الوزن الزائد خلال السنة الأولى بعد العملية.
ويمكنك أن تخسر من 3- 6 كيلوجرام بالشهر، فحزام المعدة ما هو إلا وسيلة تساعدك على إنقاص وزنك عن طريق الحد من الشهية وإبطاء عملية الهضم.
فلقد تم إجراء أول عملية لربط المعدة بالمنظار سنة 1993 وقد كانت العمليات الأولى محفوفة بالمخاطر بسبب قلة مهارة الجراحين وسوء تصنيع الرباط المستعمل.
وهناك عدد من الأعراض الجانبية تتضمن النزف وتقرح المعدة وانزلاق حلقة الرباط والالتهاب، بالإضافة لخطر التخدير العام فى المريض البدين. وجميع الأعراض نادرة الحدوث (أقل من %2) وخاصةً لدى استعمال الحلقات المتطورة (الحلقات القديمة أرخص ولكنها تترافق مع مشاكل كثيرة).
يمكن علاج جميع الاختلاطات عادةً بعملية بالمنظار وبدون فتح البطن، فهى أقل بكثير من مخاطر البدانة الشديدة فى هؤلاء المرضى، حيث أن نسبة أمراض السكرى والقلب وارتفاع الضغط والفالج النصفى مرتفعة جدا فى هؤلاء المرضى ونسبة نجاح الرياضة والحمية فقط هى متدنية جدا.
للتقليل من الأعراض الجانبية يجب انتقاء الجراح المتمرس بهذه العملية بالذات والفريق الطبى المرافق له، بالإضافة لخبيرة التغذية واستثناء المرضى غير المناسبين (تحت 17 سنة أو فوق 60 سنة والكحوليين وذوى الأمراض النفسية ومرضى القلب).
ولمعرفة ما إذا كان حزام المعدة يناسبك أم لا، يجب أن تتوفر الشروط التالية:
1- يجب أن لا يقل العمر عن 18 سنة ولا يزيد على 60 سنة.
2- أن يكون وزنك الحالى ضعف وزنك الطبيعى أو زائد عن الوزن المثالى بـ30 كيلو جراما على الأقل.
3- تعانى من أمراض لها علاقة بالسمنة المفرطة أو ناتجة عنها كالسكرى وأمراض القلب والمفاصل وغيرها.
4- تعانى من السمنة المفرطة منذ أكثر من 5 سنوات.
5- قد حاولت إنقاص وزنك بالطرق الأخرى وفشلت.
6- خال من بعض الأمراض التى تمنعك من إجراء العملية مثل قصور الكلية أو الكبد.
7- أن تكون على استعداد لإحداث تغيير جذرى فى حياتك ونمط غذائك حيث قد تكون تحت الرقابة الشديدة من الطبيب المتابع.
8- أن لاتكون مدمنًا أو تتعاطى أى نوع من المخدرات أو الكحول.
الكاتب: أسماء عبد العزيز
المصدر: موقع اليوم السابع